في عالم تتشابك فيه المصالح وتتعقد فيه القضايا، يقف القاضي كركيزة أساسية للنظام القضائي. مهنته لا تقتصر على تطبيق القانون فحسب، بل تشمل التفسير، والتأمل، واستخلاص العدل من بين طيّات النصوص القانونية الجافة. القاضي ليس آلة تحكم، بل إنسان يعيش ضغط الواقع، ويتعامل مع قضايا تمس الأرواح والمصائر.

العدالة تتطلب الشجاعة، والحكمة، والنزاهة. فكم من قضية حملت في طياتها ما لا يظهر في الأوراق، وكم من حكم كان فاصلاً بين الظلم والانتصاف. القاضي، في كل مرة ينطق بالحكم، يُحمّل ضميره أمانة قد تُثقل كاهله مدى الحياة. لذا، فإن استقلال القضاء ليس ترفًا قانونيًا، بل ضرورة لضمان حياد القاضي وقدرته على قول كلمة الحق مهما كانت العواقب.

لا يوجد تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *